فوضى نهائي دوري الأبطال بباريس- إحراج وطني وتبادل الاتهامات

المؤلف: «عكاظ» (باريس) okaz_sports@10.15.2025
فوضى نهائي دوري الأبطال بباريس- إحراج وطني وتبادل الاتهامات

تسببت المشاهد المؤسفة والفوضوية التي شهدها ملعب فرنسا قبل وأثناء نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مساء السبت، في موجة استياء عارمة، ووُصفت بأنها فضيحة وطنية بكل المقاييس. وفي خضم هذا الجدل المتصاعد، وجه وزراء فرنسيون أصابع الاتهام إلى جماهير نادي ليفربول الإنجليزي، محملين إياهم مسؤولية ما حدث من فوضى واضطرابات. انطلقت صافرة بداية المباراة الحاسمة بين فريقي ليفربول وريال مدريد بتأخير دام 35 دقيقة، وذلك نتيجة لمحاولات الشرطة الفرنسية التصدي لجماهير غفيرة سعت جاهدة لاقتحام "الملعب الوطني" دون حيازتهم تذاكر دخول. وفي المقابل، أعرب العديد من حاملي التذاكر الأصلية عن استيائهم الشديد لعدم السماح لهم بالدخول إلى المدرجات. وفي لقطات تلفزيونية مروعة، ظهرت مجموعات من الشباب، الذين لا يرتدون قمصان ليفربول الحمراء المميزة على ما يبدو، وهم يتسلقون بوابات الملعب في محاولة يائسة للدخول، ثم يلوذون بالفرار بعيدًا عن أعين رجال الأمن. وأفاد أحد الشهود العيان لوكالة رويترز للأنباء، أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على بعض المتواجدين خارج الملعب، وكان من بينهم أطفال أبرياء. وشوهد أفراد من قوات الأمن وهم يعتلون أرض الملعب، بينما تصدى آخرون لأشخاص حاولوا بكل ما أوتوا من قوة هدم البوابات الرئيسية. وأصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بيانًا رسميًا أرجع فيه سبب تلك الأحداث المؤسفة إلى انتشار التذاكر المزيفة على نطاق واسع. وأضاف البيان أن الاتحاد سيقوم بالتحقيق في ملابسات الأمور بالتنسيق مع السلطات الفرنسية والاتحاد الفرنسي لكرة القدم. من جانبها، رحبت السفيرة البريطانية في باريس، مينا رولينغز، بصدور هذا البيان. وقالت في تغريدة عبر حسابها على تويتر: "نحن بحاجة إلى إثبات الحقائق"، وأعربت عن دعمها الكامل لفريق ليفربول بعد "الأداء الشجاع" الذي قدمه، والذي انتهى بهزيمته بصعوبة بالغة بهدف وحيد أمام ريال مدريد. وفي المقابل، سارع وزيرا الداخلية والرياضة الفرنسيان إلى تحميل "المشجعين البريطانيين" مسؤولية الفوضى التي عمت أرجاء الملعب. وكتب وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، في تغريدة عبر تويتر، أعرب خلالها عن شكره وتقديره للشرطة الفرنسية: "تمكن آلاف المشجعين البريطانيين، الذين لم يحملوا أي تذاكر دخول، أو الذين كانوا يحملون تذاكر مزورة، من شق طريقهم إلى داخل الملعب، وفي بعض الأحيان، استخدموا العنف ضد الموظفين". وبدورها، غردت وزيرة الرياضة، أميلي أوديا كاستيرا، قائلة: "إن محاولات الاقتحام والتذاكر المزورة التي كان يحملها آلاف المشجعين الإنجليز قد أعاقت عمل مسؤولي الملعب والشرطة، ولكنها لن تفسد فرحة الفوز". وأعلنت شرطة باريس في بيان رسمي أن نحو 68 شخصًا قد تم اعتقالهم بحلول الساعة الواحدة و20 دقيقة من صباح الأحد، بينما قام المسعفون بمعالجة 238 مصابًا بجروح طفيفة. وأصدر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) بيانًا آخر في ساعة متأخرة من مساء السبت، جاء فيه: "قبل بداية المباراة، تسبب آلاف المشجعين التابعين لنادي ليفربول، والذين اشتروا تذاكر مزورة، في إغلاق البوابات". كما أصدر نادي ليفربول لكرة القدم بيانًا أعرب فيه عن "خيبة أمل كبيرة بسبب مشكلات الدخول إلى الملعب وانهيار المحيط الأمني الذي واجهه جمهور ليفربول، وطالب النادي رسميًا بفتح تحقيق رسمي في أسباب هذه المشكلات غير المقبولة". أثارت المشاهد المروعة التي شهدها الملعب ردود فعل غاضبة في جميع أنحاء فرنسا؛ حيث وصفها سياسيون من مختلف الأيديولوجيات بأنها وصمة عار وطنية لا يمكن السكوت عنها. وقال نيكولا دوبون إينيان، المرشح الرئاسي السابق من اليمين المتطرف، في تغريدة على تويتر: "هذا عار على فرنسا!". كما أعرب البعض عن أسفهم العميق لوقوع هذه الأحداث المأساوية قبل عامين فقط من استضافة باريس للألعاب الأولمبية الصيفية. وفي السياق ذاته، كتبت ناتالي لوازو، وهي عضوة في البرلمان الأوروبي، على تويتر: "تحول شجار في ملعب فرنسا إلى ساحة قذرة وبشعة. ملاحظة واحدة: نحن لسنا مستعدين لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة